مرشدي

حسابي

حجوزاتي

مقهى مرشدي

هل كان التشخيص صحيحاً؟ رحلة مواجهة الشك!

2:35 AM | 12-08-2025

 مرحباً يا أصدقائي الأكثر من رائعين،

أنا صديقتكم مروحه، وسعيدة جداً لأن اليوم ستكون أول تدوينة لي في مدونه مرشدي.
أحببت أن أبدأها بموقف لا أنساه…
في نهاية اشتراكي الأول في مرشدي، تسلّل إلى ذهني تساؤل أربكني: “ماذا لو لم يكن التشخيص صحيحاً؟ ماذا لو كنت أبالغ؟”
الشعور لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل ظل يتكرر، وكأن هناك صوتاً داخلياً يختبر كل ما تعلمته وكل خطوة خطوتها.
توقفت بعدها، وابتعدت لفترة طويلة، أراقب حياتي بدون الدعم.
لكن عند عودتي بعد فترة وانتكاسة واضحة، قررت ألا أكرر نفس الخطأ.
هذه المرة سألت، وراجعت، وجربت طرقاً عملية ساعدتني على أن أرى الصورة بوضوح وأتجاوز الشك.
واليوم، سأشارككم هذا الموضوع الذي قد يمر به أي شخص في منتصف أو قرب نهاية رحلته العلاجية، وكيف يمكن أن يتعامل معه بوعي حتى لا يفقد تقدمه.

لماذا قد نشك؟

  • الشك في منتصف أو نهاية العلاج أمر شائع أكثر مما نتوقع، وهناك عوامل متعددة قد تدفع لهذا الشعور:
    مثل تغيّر طريقة ملاحظتنا لأنفسنا، أو مقارنة أعراضنا بالآخرين، أو تأثير اضطرابات مصاحبة مثل القلق أو الاكتئاب أو سمات التوحد، مما يجعل الصورة مختلفة عن النمط الذي قرأنا عنه.
  • الـ ADHD عالي الأداء
    في بعض الحالات، يكون الشخص مصاباً باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومع ذلك قادر على الأداء بمستوى عالٍ في مجالات معينة لفترات طويلة، حيث يمتلك استراتيجيات أو بيئة تساعده على التعويض، مثل الاعتماد على الذكاء، الدعم الأسري، أو روتين منظم. لكن عندما تتغير الظروف أو يزداد الضغط، قد تظهر الأعراض بشكل أوضح، وهنا قد يبدأ الشك.
    •     اختفاء الأعراض تقريباً في مناطق الشغف: بعض الأشخاص مع ADHD يؤدون بشكل ممتاز في المجالات التي يحبونها أو تثير اهتمامهم، مما يجعلهم يظنون أن الأعراض اختفت أو لم تكن موجودة أصلاً. فتذكروا أن التجربة فردية جداً: الـADHD لا يظهر بنفس الطريقة عند الجميع، وأن هذه الأسباب لا تنفي التشخيص، لكنها مؤشرات تحتاج منا للتوقف والمراجعة بدل الاستسلام لها.

التفسير العلمي وراء الشك
 نظرية رسل باركلي
يوضح الدكتور رسل باركلي أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو بالأساس اضطراب في الوظائف التنفيذية، وهي القدرات المسؤولة عن التخطيط، وإدارة الوقت، والتحكم في الانفعالات، والذاكرة العاملة، والتحفيز الداخلي.
الفرق بين “المعرفة” و”التنفيذ” في هذه الوظائف قد يترك مساحة للشك، لكن هذه المساحة لا تعني أن التشخيص خاطئ.

خطوات التأكد من التشخيص
 )هذه الخطوات التي ساعدتني شخصياً على التأكد من التشخيص، وكيف دمجت فيها أساليب أعرف أنكم تعرفونها جيداً… لكن بتجربتي الخاصة ولمستي الشخصية)

  1. قف لحظة قبل أي قرار (قاعدة المفتاح والتوقف)
    قبل أن تتخذ أي خطوة اندفاعية، امنح نفسك وقتاً للتوقف. في هذه اللحظة، لا تحكم ولا تستعجل، فقط لاحظ مشاعرك وأفكارك، واعترف بوجود الشك بدون أن تجعله يقودك.
  2. شاهد رحلتك من الخارج (قاعدة الشاشة)
    تخيل أنك تشاهد حياتك على شاشة منذ طفولتك وحتى الآن. تذكر مواقفك في المدرسة، في بيتك، وفي مجالات مثل التنظيم، الالتزام بالمواعيد، متابعة المهام، وإدارة العلاقات. راقب النمط العام وليس اللحظات المنفصلة.
  3. تحدث بصوت مسموع (قاعدة الميكروفون)
    احكِ قصتك لشخص تثق به أو لمختص. عندما تخرج الأفكار من رأسك إلى صوت مسموع، تبدأ في رؤية الروابط بين الأحداث وفهم نفسك بعمق أكبر.
  4. دوّن كل شيء (قاعدة التدوين الخارجي)
    سجّل ملاحظاتك عن الأعراض، مواقف النجاح، لحظات الإخفاق، وردود فعلك في المواقف اليومية. لا تعتمد على ذاكرتك، فالكتابة تمنحك مرآة موضوعية.
  5. ادمج الوعي في روتينك
    خصص وقتاً ثابتاً كل أسبوع لمتابعة فيديو أو محتوى توعوي موثوق. هذه الخطوة كانت نقطة تحول بالنسبة لي، لأن فهمي للتشخيص وأبعاده قلّل من مساحة الشك وزاد من ثقتي بخطتي العلاجية.
  6. خذ رأياً ثانياً  (Second Opinion)
    أحياناً مراجعة مختص آخر تمنحك منظوراً جديداً وتطمئنك أكثر. لا تخف من البحث عن تقييم إضافي إذا كان الشك مستمراً.
  7. استبعد الحالات المشابهة
    اعمل مع مختص على استبعاد أي اضطرابات أخرى قد تفسر الأعراض، حتى تصل إلى تشخيص أدق، وراجع التاريخ الشخصي منذ الطفولة حتى الآن.


الخلاصة

الشك لا يعني النهاية، بل فرصة تتوقف فيها، تراجع نفسك، وتكمل الطريق أوضح وأقوى.


سؤالي لكم:
 هل مررتم من قبل بفترة شك في تشخيصكم؟ وكيف تعاملتم معها؟ 

 

9
7
التعليقات

فالفترة عملت بمقتضى التشخيص ولكن كنت اشعر اني أناقض نفسي وحينئذ شككت في التشخيص في هذا الجانب (فرط الحركة)

فعند التشخيص .. بسبب قصور في علم الشخص المقرب مني في بعض الجوانب .. جانب فرط النشاط كانت نسبته قليلة جدا بالنسبة للواقع الذي أنا عليه ..

نعم حدث لي التشكيك في التشخيص ولكنه من زاوية اخرى وليست من زاوية انكار ان لدي adhd..

شكر الله سعيك يا مرح على هذا المقال الذي لامس عدة جوانب لدي .. وبالنسبة لتجربتي ..

شكرا جزيلا د. مرح المرحه نعم أنا أصابني الشك في تشخيص ابني لانه اختبار التقيم لم يكن متوافق بين البيت و المدرسة

شكراً لمشاركتك الثرية المثرية يا مرح المرحة .. كما عهدناك سبّاقة بالخير، ولا تبخلين على غيرك ولو بكلمة

نعم مررت بذلك يا د.مرح المرحه، تعاملت معها بأنني توقفت عن البحث والاطلاع وجمع المعلومات وتركت رحلة الشك و بدئت رحلة العلاج بعد ان اكتشفت التشخيص الصحيح من المختص