3:27 AM | 08-07-2025
لو قيل لك قبل عشر سنوات إنك ستشارك ما في داخلك لتطبيق على هاتفك..
كيف ستكون ردة فعلك؟
وقد تضحك أو تندهش أو ترفض الفكرة تمامًا
لكننا اليوم نعيش ذلك..
الذكاء الاصطناعي لم يكتفِ بالدخول إلى المصانع والمستشفيات والجامعات، بل وجد طريقه إلى زاوية شديدة الخصوصية: العلاج النفسي!
تخيل هذا المشهد...
تمر بيوم ثقيل.. تشعر بالضيق.. تفتح تطبيقًا..
يسألك: "كيف تشعر اليوم؟"
تكتب: "متعب"
فيجيبك بنبرة لطيفة: "جرب أن تأخذ نفسًا عميقًا... أنت لست وحدك"
في تلك اللحظة، قد تشعر بشيء من الراحة
لكن... هل تكفي هذه الجملة؟
هل يمكن لصوت آلي -مهما بدا مطمئنًا- أن يحلّ مكان إنسان يفهمك حقًا؟
تطبيقات مثل ChatGPT وGemini AI أصبحت مألوفة
ويستخدمها الكثيرون.. خاصةً من لا يقدرون على تحمل تكاليف الذهاب إلى معالج أو من لا يزالون يخشون فكرة أن يُحكم عليهم بسبب ما يشعرون به!
هذه البرامج مبنية على أساليب علمية معروفة: مثل العلاج السلوكي المعرفي..
وتقدم نصائح فورية وتمارين ومساحة لا محدودة من الكتابة والمشاركة.
لكن مهما كانت فائدتها...
هناك شيء واحد لا تستطيع هذه التطبيقات أن تقدمه: العلاقة
العلاقة التي تُبنى بينك وبين الأخصائي النفسي تلك التي لا تُقاس بالكلمات، بل بما بين الكلمات
المعالج لا يسمع فقط ما تقول، بل يقرأ ما لا تقوله أيضًا – وهو الأهم
يفهم صمتك.. يتأمل نظراتك.. يقرأ ما خلف ترددك.. ويعالجك بشكل فعال لأنك ببساطة "دون قناع"!
بينما الذكاء الاصطناعي يقرأ نصوصًا ويتفاعل مع جُمل..
لا يرى ملامح وجهك، ولا يسمع ارتجاف صوتك، ولا يشعر بتقلّباتك..
هو أداة… لا أكثر.
ولا نقصد بهذا أن هذه الأداة بلا قيمة..
ففي بعض المواقف قد تكون مفيدة جدًا..
وقد تكون هي البداية التي تحتاجها..
ومدخلاً بسيطًا للتأمل والهدوء ومراقبة أفكارك اليومية..
لكن، حين تشتد العاصفة بك…
وحين تصبح الوحدة خانقة، والخوف حقيقي.. فهل يكفي الرد الآلي؟
أم أننا -في تلك اللحظات بالذات- نحتاج إلى إنسان… لا إلى نظام؟
الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا، لكنه ليس بديلًا.
هو خيار من ضمن خيارات كثيرة.
علينا فقط أن نُحسن اختياره..
وأن نعرف متى نكتفي به، ومتى نطلب يدًا حقيقية..
نحن في زمن أصبح فيه الحديث عن المشاعر أكثر قبولًا من قبل..
وأصبحنا نملك الأدوات والمصادر والخيارات..
ولكننا لا زلنا نحتاج إلى الشجاعة..
شجاعة أن نختار الطريق الأصعب.. ولكنه الأصدق..
ولا تخشَ طلب الدعم الحقيقي حين تحتاج إليه..
#ابدأ_بوعيك
فكل خطوة صادقة نحو ذاتك..
هي في الحقيقة خطوة نحو حياة أكثر توازنًا وطمأنينة
حياة أنت تستحقها!
لا توجد تعليقات